المستثمرمصر

تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين مصر وكينيا – رؤى الدبلوماسي التجاري أحمد الكردي

أحمد الكردي، دبلوماسي تجاري متميز، لعب دورًا محوريًا في تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين مصر وكينيا. بفضل خبرته العميقة في التجارة الدولية والسياسات الاقتصادية، عمل بنشاط على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول الأفريقية. خلال فترة عمله كنائب المستشار التجاري في المكتب التجاري المصري في نيروبي، قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز وجود مصر في السوق الكينية، مما ساهم بشكل كبير في توسيع العلاقات الاقتصادية بين مصر وشرق إفريقيا.

أهمية العلاقات التجارية بين مصر وكينيا

يري الكردي بأهمية تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين مصر وكينيا، مشيرًا إلى القيمة الاستراتيجية لكينيا باعتبارها واحدة من أكثر الاقتصادات ديناميكية في شرق إفريقيا. ويقول: “كينيا بوابة رئيسية لمنطقة شرق إفريقيا وتوفر إمكانيات هائلة للشركات المصرية التي تسعى إلى توسيع حضورها في القارة”. ويؤكد على الطبيعة التكاملية للاقتصادين، مشيرًا إلى أن قدرات مصر الصناعية المتقدمة وتزايد الطلب على المنتجات الصناعية في كينيا يوفران فرصًا طبيعية للتعاون.

القطاعات الرئيسية للتعاون

خلال فترة عمله في نيروبي، حدد الكردي عدة قطاعات يمكن أن تستفيد مصر وكينيا من تعزيز التعاون فيها:

  1. الزراعة: يعتبر الكردي أن الزراعة كانت من المجالات الأساسية التي ركز عليها. ويقول: “مصر لديها الكثير لتقدمه من حيث التكنولوجيا الزراعية، وخاصة في أنظمة الري، وهو أمر حيوي لكينيا التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة كعمود فقري لاقتصادها”. عمل الكردي بشكل مكثف على تسهيل الشراكات بين الشركات الزراعية المصرية والأطراف المعنية في كينيا، مما يضمن أن كلا البلدين يمكنهما الاستفادة من هذا القطاع الحيوي.
  2. الأدوية: يرى الكردي أن هناك إمكانيات هائلة في قطاعات الرعاية الصحية والأدوية. ويشرح: “قطاع الأدوية في مصر متقدم للغاية، والبنية التحتية الصحية المتنامية في كينيا توفر سوقًا ممتازًا للمنتجات المصرية”. روج الكردي للتعاون بين شركات الأدوية في البلدين، مما ساعد على سد الفجوات في سلاسل الإمداد الطبي وتحسين الوصول إلى منتجات الرعاية الصحية في كينيا.
  3. تطوير البنية التحتية: البنية التحتية هي مجال آخر حققت فيه مصر تقدمًا كبيرًا تحت إشراف الكردي. ويقول: “مشاريع تطوير البنية التحتية في كينيا – بما في ذلك الطرق والطاقة والنقل – تتماشى تمامًا مع خبرات مصر في البناء والهندسة”. من خلال ربط الشركات الهندسية المصرية بالمشاريع الكبرى في كينيا، ساهم الكردي في تسهيل الشراكات الرئيسية التي ساهمت في تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.
  4. الطاقة المتجددة: يشدد الكردي على أهمية الاستدامة في رؤيته للتعاون بين مصر وكينيا. ويقول: “الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، هي قطاع يمكن لمصر أن تقوده وتتعاون فيه مع كينيا وهي تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها”. ساهمت جهوده في تعزيز دور مصر في مشهد الطاقة المتجددة في كينيا.

رؤية لتوسيع التجارة

يشدد الكردي على أهمية تعزيز الاستثمار إلى جانب التجارة بين البلدين. ويرى أن هناك فرصًا كبيرة للمستثمرين المصريين للانخراط في الاقتصاد الكيني المتنامي، خاصة في قطاعات مثل العقارات، السياحة، والتكنولوجيا. ويقول: “كينيا توفر بيئة استثمارية جذابة، خاصة للشركات المصرية التي تبحث عن النمو في إفريقيا”. وقد عمل بجد على توجيه الشركات المصرية عبر المشهد التنظيمي في كينيا، مقدمًا لها الأدوات والمعلومات اللازمة للنجاح في السوق.

شهدت فترة عمله في نيروبي تنظيم العديد من البعثات التجارية، المنتديات الاقتصادية، وأحداث التوفيق بين الشركات، حيث يمكن للشركات المصرية والكينية استكشاف فرص التعاون. ويقول: “خلق المنصات الصحيحة للحوار بين الشركات أمر ضروري”. ويضيف: “الأمر لا يتعلق فقط بفتح الأسواق، بل يتعلق ببناء شراكات طويلة الأمد ستدفع النمو المستدام.”

مبادرات القطاع الخدمي: التركيز على السياحة العلاجية

إحدى المبادرات الأكثر ابتكارًا التي قادها الكردي هي توسيع قطاع الخدمات المصري في كينيا، لا سيما من خلال مبادرات مثل السياحة العلاجية. ويشرح: “مصر لديها مرافق طبية عالمية المستوى بأسعار تنافسية، ويمكن للسياحة العلاجية أن تكون قطاع نمو قوي لنا”. من خلال الترويج لمصر كوجهة للرعاية الطبية عالية الجودة، وضع الكردي الأساس للشراكات بين مقدمي الرعاية الصحية المصريين والمرضى والمؤسسات الطبية الكينية. ويضيف: “هذه المبادرة لا تعزز صادرات الخدمات المصرية فحسب، بل تبرز دور مصر كقائدة إقليمية في الرعاية الصحية.”

التحديات والفرص

بينما يظل الكردي متفائلًا بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين مصر وكينيا، فإنه يدرك التحديات القائمة. ويقول: “لا تزال هناك حواجز تنظيمية، مشكلات لوجستية، وصعوبات في الوصول إلى الأسواق يجب معالجتها”. ومع ذلك، يؤمن بأنه يمكن التغلب على هذه العقبات من خلال الجهود المشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص. ويشرح: “المفتاح هو المثابرة وبناء الثقة. بمجرد أن ترى الشركات الفوائد المتبادلة للتعاون، يصبح الطريق إلى علاقات تجارية أعمق أكثر وضوحًا.”

يؤكد الكردي أيضًا على الحاجة إلى مواصلة الانخراط في اتفاقيات التجارة الإقليمية. ويعتبر الكردي مؤيدًا قويًا لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، والتي يراها كعامل تغيير في طموحات مصر التجارية في القارة. ويقول: “تقدم منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فرصة فريدة لتوسيع شبكاتنا التجارية وتقليل الحواجز عبر إفريقيا. ومصر في موقع جيد للاستفادة من ذلك، خاصة مع كينيا كشريك.”

نظرة مستقبلية: الآفاق المستقبلية

رؤية الكردي للمستقبل واضحة. فهو يعتقد أنه مع السياسات الصحيحة والالتزام المستمر، يمكن لمصر وكينيا أن تصبحا شريكين رئيسيين في المشهد الاقتصادي الأفريقي. ويقول: “الفرص للتعاون لا حصر لها”، مشيرًا إلى قطاعات مثل التكنولوجيا، التعليم، والخدمات الرقمية كقطاعات ذات إمكانيات عالية للنمو في المستقبل. تركيزه الحالي ينصب على تعزيز الأسس التي وضعت خلال فترة عمله في كينيا، وضمان استمرار الشركات في كلا البلدين في استكشاف آفاق جديدة للتعاون.

الخاتمة: رؤية استراتيجية لعلاقات مصر مع إفريقيا

في جهوده لتعزيز التجارة والاستثمار بين مصر وكينيا، أظهر أحمد الكردي فهمًا عميقًا للإمكانات الاقتصادية لكلا البلدين ورؤية استراتيجية لتعزيز التعاون على المدى الطويل. من خلال قيادته، عززت مصر وجودها في شرق إفريقيا، وخلقت منصة للنمو المستدام والازدهار المشترك. تعكس رؤى الكردي في دبلوماسية التجارة، وفرص الاستثمار، وتطوير قطاع الخدمات دوره كمساهم رئيسي في تشكيل مستقبل العلاقات الاقتصادية لمصر مع إفريقيا.

ويختتم الكردي قائلاً: “في النهاية، يتعلق الأمر ببناء الجسور – الاقتصادية، الثقافية، والاجتماعية. عندما نفعل ذلك، لا نخلق فقط فرصًا تجارية، بل نبني شراكات دائمة تفيد كلا البلدين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى